ذبح الديمقراطية وسلخ القانون على رقعة الشطرنج الوطني
الجزء الأول
Maroc Echecs , le 29 octobre 2013
Mohamed Lameti , Casablanca 2010 (Photo AO)
شهدت الساحة الشطرنجية في الآونة الأخيرة ثلاثة أحداث جديرة بالاهتمام
ميلاد الاتحاد المغربي للثقافة والشطرنج
تتويج هشام الحمدوشي بطلا لفرنسا
صدور حكم قضائي استئنافي من المحكمة الإدارية لصالح عبد الحفيظ العمري ضد الجامعة الملكية المغربية للشطرنج
فإذا كان الحدثان الأولان قد استأثرا ببعض الاهتمام فإن الثالث لم يول الأهمية القصوى التي يستحقها للأسباب التي سأسردها في أجزاء هذا المقال
وتلافيا لأي تأويل للنوايا أبدأ بالتوضيحات التالية
لماذا الآن فقط ؟ لسبب بسيط وهو اطلاعي على نسخة الحكم مؤخرا ما اعتبرته ضروريا لاعتماد الدقة والتطرق إلى كل القضايا التي تم الحسم فيها نهائيا، مع العلم أن هناك قضايا أخرى لازالت جارية أمام القضاء وأخيرة لم تعرض عليه
ليس هدفي فتح نقاش في الموضوع المطروح لا سيما بعد الوصول إلى نقطة اللاعودة والقطيعة النهائية التي أدت إلى ميلاد الاتحاد المغربي للثقافة والشطرنج كبديل
ما يهمني هو مجموعة من الخلاصات التي تترتب عن هذا الحكم بطريقة لا تقبل الجدل بالنظر إلى صدورها عن هيئة قضائية لها وحدها الحق في الحسم النهائي للخلافات حول الشرعية القانونية للقرارات التي صدرت عن جهات مختلفة
هذه الخلاصات تشكل مناسبة أخرى للبعض لمراجعة النفس لا سيما وأن كثيرا من المواقف والمواقع تحددت تحت تأثير مغالطات مغرضة أو قناعات لم تعد تصمد أمام الحكم الفيصل للقضاء
الخلاصة الأساسية الأولى والتي ستترتب عنها مجموعة من النتائج تدين بقوة الخروقات السافرة التي مورست تحت ضغط استعمال مستفز ورهيب لسلطة إدارية (وليست حكومية كما يعتقد البعض) من طرف مجموعة من موظفي الوزارة الوصية على قطاع الشباب والرياضة
جمع عام الجامعة الملكية المغربية للشطرنج الذي انعقد بسلا يوم 02 نونبر 2008 جمع عام قانوني
الرسالة أو الإشعار الموجه من طرف السيدة الوزيرة السابقة إلى حسن السملالي بصفته رئيسا للجامعة بالنيابة لا يرقى إلى قرار إداري ولا يشير من قريب أو بعيد إلى إلغاء جمع عام 02 نونبر 2008 مع العلم أن للسلطة القضائية وحدها اتخاذ مثل هذا القرار عند الطعن فيه من طرف إحدى الجهات المعنية
هذا الإشعار، مجرد إشعار، التقفته مجموعة من أعضاء مكتب جامعي (وليس المكتب الجامعي) انتهت مدة صلاحيتهم (بالمعنى القانوني والمجازي) تحت القيادة الفعلية المتستــرة لمن لا يذكر اسمه
(Voldemort)
وبتواطؤ مكشوف مع بعض موظفي الوزارة الوصية لاتخاذ مجموعة من الإجراءات والقرارات الجائرة التي سنتطرق لها بالتفصيل
كثير من القرارات تم فرضها بحد سلطة إدارية ضربت عرض الحائط كل القوانين والقيم الأخلاقية ليتم صرفها عبر شبكات التواصل المصلحية والضغوطات الإدارية والوساطات التي تشتغل في ظلام الكواليس
هذه الخلاصات ستكون كذلك مناسبة لفضح بعض الأشخاص والمسؤولين الذين أساؤوا إلى الشطرنج الوطني وساهموا في تجميده لعدة سنوات وحاربوا بعناد كبير كل محاولة للإصلاح أو التصحيح
سأزيح الأقنعة وبالأسماء عن أولئك الذين مرغوا الشطرنج الوطني في الوحل وانصرف بعضهم بعيدا غير مكثرين بما خلفوه من أضرار
لابد من الإقرار أنهم نجحوا بالفعل عن طريق المناورات والدسائس والدوس على القوانين والمبادئ في تعبيد الطريق لمجموعة فاشلة نبذها الشطرنجيون الفضلاء والتي سيؤول مصيرها المحتوم إلى إعادة إنتاج التدبير الكارثي لسنوات خلت، لكن حكم التاريخ لا يخضع للإكراهات الظرفية الآنية وحين يدين ولو بعد حين، فإن الإصابة يصبح وقعها أقوى على المستبدين كما هو عليه الحال اليوم